3يونيو

ضيف سماويّ

       استأثر الله بزوجته ليل السبت. فاهتمّ بها، وتركها ممدّدة على سريرها في منزله، وذهب إلى قدّاس يوم الأحد. فقد كان مرتّل الكنيسة في ذلك الحين. وكان واعيًا أنّ الله أحقّ بالمحبّة والطاعة من جميع الناس.

       هو فعل قناعته. كان يؤمن بأنّ زوجته الراقدة شريكة في الخدمة الإلهيّة، فذهب ليرى وجه يسوع الجامع الكلّ، ويشكو إليه همومه وأحزانه. لم تُخفَ عن وجهه، في ذلك اليوم، علامات الحزن والاضطراب. ولكنّ حزنه واضطرابه كانا ممزوجين بالثقة، وقلبه كان مفعمًا بالرجاء. وبعد أن أدّى دوره في الخدمة حتّى نهايتها، ورفع المؤمنين بوداعته وصلاته، تحلّق الذين عرفوا بالخبر حوله ليعزّوه. وكان يردّ على كلّ عبارات التعزية التي وصلت إلى مسامعه: "حقًّا قام". ثمّ عاد إلى بيته ليدبّر دفن زوجته.

       لم تغب هذه الحادثة، يومًا، عن بال أقاربه ومعارفه. ولا نخفي أنّه صدمهم كثيرًا في البدء، وأنّ بعضهم، ممّن لم يقدر على فهم ما فعل، قال فيه: إنّه مختلّ. غير أنّهم فهموا، بعد رحيله هو أيضًا، أنّه كان يسبقهم جميعًا بأشواط، وأنّه ما كان مرتّلاً في الأرض، ولكنّه كان ضيفًا سماويًّا على رعيّة مجاهدة.

شارك!

جميع الحقوق محفوظة، 2023
Skip to content