14أبريل

صوت الرحمة

استوقفتني كلمات أبينا البارّ يوحنّا السلّميّ: "إنّ محبّي الله يتحرّكون إلى نشوة مقدّسة وحبّ إلهيّ ودموع من جرّاء الاستماع إلى الأغاني العالميّة والتسابيح الروحيّة، على السواء" (١٥: ٦١). قرأتُ كتاب السلّميّ، في حياتي، مرّاتٍ عدّة. ولكنّي لم أنتبه إلى هذه الكلمات من قبل. كلمات الآباء رحومة. لم تعاقبني الكلمات على غفلتي، بل حملتني إلى مداها الواعي. القدّيسون، عندما نقرأ لهم شيئًا لا نعرفه، في أحيان كثيرة يصوّبوننا، وفي أحيان أخرى نجد أنّ بلاغتهم هي معنا من دون أن نعرف. هذا توافق الروح مع نفسه. هل خضَّتِ السلّميّ تزمُّتاتٌ تكفّرُ الناسَ على أفراحٍ نستلطفُها في دنيانا؟ المسيحيّة ليست أشياء تُحيا في السماء كما لو أنّ كلمة الله لم يتجسّد، بل هي السماء هنا، هي التبليغ الحرّ الذي منه أنّ الله قائم أيضًا في كلّ خير وجَمال في العالم. شكرًا لله الذي يجعل صوت الرحمة أقوى من كلّ غفلة.

شارك!

جميع الحقوق محفوظة، 2025
Powered by Wiz Consults
Skip to content