اتّصل بي. طلب أن نلتقي. كنتُ في مكتبي. أعرف المتّصل، بل أعرف أيضًا رأي الإخوة فيه. معظمهم لا يثقون به! إنّه في نحو الأربعين من عمره. ردَّد عليَّ، في اتّصاله، أنّه أبٌ لستّة أطفال. ذكّرتُهُ بما سمعه منّي من قبل. لمتُهُ على استهانته بالحياة. على جهله أنّنا نحيا في بلدٍ كلٌّ منّا فيه مسؤولٌ عن نفسه وحده، تقريبًا في كلّ شيء. على تفاخره برجولته على نفقة الآخرين! ماذا يُقال له بعد؟ في آخرِ لقاءٍ جمعَنا، ردَّد عليَّ لازمته: "إن جئتُكَ ثانيةً، اطردني"! كان صوت الإخوة حاضرًا في رأسي في أوان لقائنا. هل هو "استغلاليّ"، "يسرق خبز الفقراء"، كما قال أحدُهم لي عنه؟ أصدّق أنّ بين "الفقراء" لصوصًا! ولكن، ماذا تفعل بمجافاة النوم إن حاصرك على سريرك صوتُ الربّ في إنجيل الدينونة (متّى ٢٥: ٣١- ٤٦)؟