منذ انتشار جائحة كورونا، اضطررتُ إلى أن أحجر نفسي مرّاتٍ عدّة. لا أقصد فقط الحجر الذي تكرّر فرضُهُ علينا في البلد، بل أيضًا الذي فرَضَهُ عليَّ اختلاطي بأصدقاء كانوا، من دون أن يعرفوا، مرضى أو مختلطين. لقاء واحد يرميك في غرفةٍ أيّامًا أمامك درس واحد: أن ترى نفسَكَ بعيدًا في دنيا تمشي! لا أكتب هذه السطور اعتراضًا على أيّ شخص دفعني لقائي به إلى أن أنحصر في "درسي". الذين التقيتُ بهم، أحبّ أن ألتقي بهم دائمًا، بهم وبغيرهم. الحياة صحّتها في اللقاء. أكتبها إقرارًا بأنّ هذا المرض رسّخ فيَّ قناعةً أن ما من إنسان لا يُستغنى عنه. أنا إنسان يُستغنى عنه، أمرٌ واقعيٌّ واجبي دائمًا أن أصادقه إلى النهاية.
جميع الحقوق محفوظة، 2023