قبل أيّام، اتّصل بي، من الولايات المتّحدة الأميركيّة، الأخ جورج لاذقاني وزوجته السيّدة أمل. لاذقاني من حلب. كانت رائحة المدينة الشهباء، بغارها وياسمينها، تعبق بصوتَيهما. الذي يعرف أهل حلب، لا يفوته أنّ أسلوبهم في الكلام لا يقدر عليه زمان ومدًى. تكلّمنا على أشياء عديدة، على الكنيسة، في الوطن وفي المهجر، وغيرها. أعلماني أنّ في تصميمهما أن يزورا بلدهما عن قريب. الناس أشواقهم. الملتزمون كنسيًّا، إن هاجروا، لا يأخذون معهم كلّ شيء، بل يبقون وراءهم ما يشدّهم إليه! الأوطان، إن تركناها، لا تتركنا! قال لي الأخ جورج في اتّصال سابق: "أن أحيا، لهو أن أحيا في سورية". هذا رجائي أن تبقى بلداننا قادرةً على أن تبقى مدًى للسلام والحرّيّة والحياة لليوم وللغد، لأهلنا فيها وللذين نحيا ننتظرهم.