22مارس

شكوى إلى الله!

في لبنان اليوم، حديثُ الناسِ أخبارُ الغلاء. الأسعارُ نار. شيء لا يُصدَّق. أمس، استوقفني أحدُ جيراننا في الحيّ، ورفع في وجهي هاتفه مفتوحًا على موقع ينشر لحظةً بلحظة سعر الدولار (أو تقهقر الليرة أمامه). ثمّ قال يروي: "كيف يحيا الفقراء في هذا الجحيم؟ اسمع! قبل يومَين، استضافني صديق لي على العشاء في بيته. سألتُهُ: "ماذا أُحضر معي؟". قال: "ينقصنا لي ولك بطاطا مقليّة، أحضر معك علبةً لشخصَين". هل تعرف كم دفعت سعرها؟ أربعمئة وعشرين ألف ليرة!". أعتذر من ابنتي. حكمتها معروفة: "الأخبار المنتشرة بشاعتها ابتعدْ عنها". لكنّي لا أخبر، بل أرفع شكوايَ إلى الله. أصرخ من الوجع. يضحكني في لبنان الذين يتفاصحون في أنّنا من مشرّعي شرعة حقوق الإنسان. بلد تنازل عن كلّ شيء إلاّ عن عاره، لا يترك لنفسه مكانًا على خارطة الإنسانيّة!

شارك!

جميع الحقوق محفوظة، 2025
Powered by Wiz Consults
Skip to content