1يناير

شكوى إرميا

قرأتُ، بذهول جديد، "شكوى إرميا" التي حفظها لقرّائه في إصحاحه العشرين. الأنبياءُ رجالٌ لله. اللحم، لحمهم، مسكنٌ له. كلُّهم صارت إليهم كلمات تفتح الحاضرَ على الآتي. كان من تكليف إرميا أن يبلّغ الكلمة على ملك بابل الآتي من بعيد، ليسبي شعبه عن أرضهم. ولكنّ الشعب لم يصدّقوا كلمته. انتظروا أن تكذّبه السماء أو أن تأتيهم المعونة من مصر. فشحور، الناظر الأوّل في بيت الربّ، كان صورةً عن هذا الشعب. أنبأه إرميا بمصيره. قال له إنّ اسمه لم يبق فشحور الذي يعني تحريرًا أو سلامًا، بل صار "مَجُور مِسَّابيب"، أي: رعبًا من كلّ جهة. هذا عقاب الكلمة التي لا نصدّقها. تبقى الشكوى التي تظهر النبيّ في أقصى حيرته. لا يريد إرميا أن يموت شعبه. تمنّى الموت لنفسه. قال كان الأفضل لو لم يُولَد. هذا من ضغط التبليغ، من النار المحرقة التي تشعلها الكلمة في العظام إلى أن تنطلق. الكلمة لتبقى تنطلق.

شارك!

جميع الحقوق محفوظة، 2025
Powered by Wiz Consults
Skip to content