الصوم الكبير انفتاحٌ على الأبديّة، إصلاحٌ للزمان الذي كسره آدم. خلق الله الإنسان، ليحيا إلى الأبد. أخطأ آدم. صار يموت. كَسَرَتْ خطيئتُهُ زمانَهُ. صارت له نهاية. هذا ما أتى المسيحُ يشفينا منه. ظهر الصومُ للتمرُّس بأنّ الله يريدنا معه أبدًا. لنأخذ، مثلاً، مواضيع آحاد الصوم. الأحد الأوّل هو لانتصار الإيقونة. هذه من لاهوت الأبد، هذه انكشاف للحياة الأبديّة التي أعدّنا الله لها. هذا يتبعه أحد القدّيس غريغوريوس بالاماس الذي علّم عن النور غير المخلوق، النور الأبديّ، الزمان الأبديّ الذي ندخله الآن وهنا. ثمّ أحد الصليب يتبعه ذكرى ناسكَين (يوحنّا السلّميّ ومريم المصريّة) قالا، في حياتهما، إنّ الحياة صليب، أيْ توجيه وجوهنا، من الآن، إلى ملكوت الأبد. الصوم، هذا تمريننا على أنّنا نخصّ الأبد!
جميع الحقوق محفوظة، 2023