كانت واقفةً أمام الصندوق تدفع ثمن الأغراض التي اختارتها إعانةً لمنكوبي انفجار بيروت. مشهدها كان لا يحتاج إلى تفسير. جاءتْ صبيّة، تغازل الثلاثين من عمرها، كانت تتابع المشهد من بعيد، وقالت لحاملة الأغراض: "إذا سمحتِ، اقبلي منّي هذه المساهمة المتواضعة"! ووضعت خمسين ألف ليرة أمام موظّف الصندوق. قَبِلَ الموظَّفُ المبلغ قَبْل أن تبدي السيّدةُ رأيًا فيه، وأضاف هو إليه، من جيبه، عشرين ألفًا أخرى! لم تعارض السيّدة هذا الحبّ الذي غلب عينَيها. ثمّ خرجت تردّد في نفسها: "لا يوجد في الكون أجمل من شعب لبنان، شعب الحبّ الأقوى من كلّ انفجارات التفرقة والموت"!
جميع الحقوق محفوظة، 2025
Powered by Wiz Consults