سألني مرّةً الأخ نهاد خوري (رحمه الله)، في وجهه المفتوح دائمًا على الفرح، عن هذه المساهمات التي أكتبها لكم، عن منبت مواضيعها وعن مصيرها. التقينا في أحد مؤتمرات الأمانة العامّة في حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة. جاء من حلب، من المدينة الشهباء التي أورثتنا في أزمنة جديدة أنّ الإنسان لا يكون كاملاً إن لم يكتشف "الكلمة" روحًا وحياة. كان الأخ نهاد يذكّرنا بلوقا الإنجيليّ الطبيب الحبيب. كان هو طبيبًا حبيبًا أيضًا، كان جرّاحًا جرحته محبّة الكلمة التي جعلته دائمًا واحدًا مع الإخوة. أجبتُهُ عن سؤاله بسؤالي إيّاه: "ألا تعتقد أنّ الكاتب، في معظم ما يكتبه، يردّ للقارئ ما أخذه منه؟". لم يكرّر سؤاله عن المصير. اكتفى بأن ابتسم. هذا هو. بعد سنة على انتقاله، ما زال ذكر الأخ نهاد يشدّنا إلى شركة الفرح.
جميع الحقوق محفوظة، 2023