رأيتُهُ، بعد صلاة النوم الكبرى، يلتزم مكانه كما لو أنّه ينتظر أحدًا. سلّمتُ على بعض الإخوة في طريقي إليه. بدا أنّه ينتظرني. أخبرني عن زيارة قام بها إلى أحد الأديار. هذا إلحاحُ القدّيسين على أهل المدن أنْ "زوروا الأديار، لتروا الملائكة الأرضيّين". قلتُ له: "ما الذي أثّر فيك في زيارتك؟". أجابني: "كلّ شيء في الزيارة نافع سوى كلماتٍ حصرَ قائلُها خلاصَ اللهِ في مؤمني كنيستنا". قلتُ له: "الدير مثوى ينزل من فوق، شركة، في كثير من وجوهها، سماء على الأرض، وجوه تصرّ على أن تحمل العالم كلّه إلى الآتي. هذا ما نطلبه في زيارة الدير: أن نرى الكون سماء، سماءً فقط". شعرتُ بأنّ الكلمات فعلت فعلها فيه. أضفتُ: "هذا، إن تجاوزه أحد منّا في أيّ شكل، لا يغيب عن كنيستنا، في الدير أو في الرعيّة. احفظ من زيارتك ما نفعك، واترك الباقي لله". لا خطأ أفظع من أن نكلّف أنفسَنا أن نفتح السماء، ونغلق السماء!
جميع الحقوق محفوظة، 2025
Powered by Wiz Consults