هنا، ترى شجرة القيقب في كلّ مكان، على الجبال وفي الطرقات وضفاف الأنهار والبحيرات. هذه الشجرة الساحرة هي رمز من رموز هذا البلد وعنوان من عناوين الحياة فيه. إن كنتَ لبنانيًّا، لا تستغرب أنّ ثمّة ورقة شجرة تتوسّط علمَ بلدٍ آخر، بل يثيرك أن تعرف مغزى هذه الشجرة. شجرة الأرز، التي تتوسّط علم لبنان، اخضرارها خالد. أريد للبنان أن يكون وطنًا لمواطنيه إلى الأبد. لم يكن في بال الذين بذلوا حياتهم ذودًا عنه أنّ السياسة الطائشة ستجعل معظم الناس فيه لا يريدون منه سوى أن يرحلوا عنه! بحثتُ عن مغزى شجرة القيقب. وجدتُ شيئَين. أوّلاً أنّها، لفترة طويلة، كانت الغذاء الأساس للإنسان في هذا البلد. ثمّ أنّ أوراقها والأدوية المصنوعة من شرابها كانتا، في زمان الحرب، تستعملان كضمادات وأدوية للجرحى. الوطن الخالد هو لحياة الإنسان فيه وشفائه من كلّ جرح.
جميع الحقوق محفوظة، 2025
Powered by Wiz Consults