ذكرت قبلاً أنّني كنتُ في سَفَر. زرتُ، من جديد، ابني البكر في ذلك البلد الذي سمعتُ وصفي له بـ"البعيد والبارد" يتردّد هناك على أكثر من لسان. لا أريد اليوم أن أتكلّم على الغربة، بل على القربى في الغربة. أودّ أن أذكر لكم بعض إخوة، التقيتُ بهم في كنائسنا هناك، أخبروني أنّهم يتابعون ما أكتبه على هذه الصفحة في كلّ يوم. العالم صغير. أتكلّم على أشخاص من أعمار مختلفة، شبابًا وشيوخًا، خرجوا كلّهم من هذه البلاد، من لبنان وسورية... عنى لي هذا الإخبار كثيرًا. أحلى ما في الإنسان في بلادي أنّه، أينما انوجد، يحفظ لنفسه طرائقه التي تبديه قريبًا. هذا عالم لا تخربه الحروب فعليًّا، بل أن ينسى الإنسان فيه أنّه شخص قريب. احتفظتُ لنفسي بفرحي بقدرة الكلمات على السَفَر إلى البعيد. هذا إيماني أنّ الكلمة المقبولة قادرة على أن تخلق وحدةً في العالم أعظم من كلّ ما يحرّك العالم.
جميع الحقوق محفوظة، 2025
Powered by Wiz Consults