أمس، اتّصلت بي صديقة من أصول فلسطينيّة، تحيا في جبل لبنان، وأخذت تروي لي ما علمته من تواصلها مع أهلها وأقاربها، في فلسطين، في اليومَين الأخيرَين. قالت: إنّ "الإسرائيليّين أطلقوا حقدهم المجنون على الناس في بلدنا". لم تتكلّم على غزّة وحصارها حصرًا، بل على امتداد الحقد طبيعيًّا إلى مدن الضفّة وقراها. قالت: "الناس تتحاشى الخروج من منازلها. التهديدات تصل إليهم، صباح مساء. الجنون فلت من عقاله". أعرف أنّ هذه الكلمات، مثل كلمات أمس (فلسطين لنا)، التي لا تردّد المقبول عالميًّا، ستعتّم عليها إدارة الفايسبوك. أنت في العالم، لتحيا فيه، يجب أن ترى بعينهم، وتسمع بأذنهم، وتتكلّم بما يضعونه هم في فمك. هذا عالم معلَّب ليس فيه، في أمورٍ يريدُها، سوى لغة واحدة. عالم ينصف الظالم، ويدَين المظلوم. سلام على فلسطين وأهلها الذين يستحقّون كلّ الحبّ.
جميع الحقوق محفوظة، 2023