لترتيب بيتنا الداخليّ، كان الصوم الأربعينيّ. بيتنا، أي قلبنا وحياتنا في المسيح، بتفصيلها وتفاصيلها. قام الصوم، الذي انتهى، على ثلاثة أشياء، على النسك والكلمة والقرابين. هذه هي أشياؤنا بعد العيد، بل هذه "سفينة نوح" لنا في هذه الحياة. هذا العالم بحر كبير هائج. لا ينجو الإنسانُ فيه إن لم يأخذ موقفًا صريحًا منه. هذا هو النسك. النسك هو أن تقول في وسط هذا العالم، الذي لا يطلب سوى أن يسلبنا انتباهنا إلى كلّ ما فيه خلاصنا، إنّ المسيح هو إلهي، وحده. الكلمة والقرابين هما قوّة هذه الحياة في العالم وميزانها الثابت. لا يقيس المسيحيّ فكر العالم على ذكائه مثلاً أو عادات مجتمعه أو علمه وخبرته…، بل على الله الذي قال حبّه لنا، مرّةً واحدةً، بفمه ودمه. ليس عندي كلمة، لي ولكم، بعد العيد، سوى أن نحذر الخروج من السفينة. الفصح الأخير ما زال ينادينا أن نجتهد في الارتحال إليه!
جميع الحقوق محفوظة، 2025
Powered by Wiz Consults