25مارس

سرّ الكبار

عرفتُ الأب جورج مسّوح منذ نحو نصف قرن. كان واحدًا من الإخوة الذين قرّروا سريعًا أنّ حياتهم ليست لهم، بل لإله لا أحدَ في الكون يستحقّ كرَمَهُ عليه. أذكره اليوم أيضًا في ذكرى انتقاله إلى الله، أذكره بحزن وفرح. لا أنسى أنّ كلّ إنسان فريد إن قلتُ أنْ ليس بين مَن عرفتُهم كثيرون مثله. لا أتكلّم فقط على توثّبه في العلم والانفتاح المسؤول والجرأة النبويّة، بل أيضًا على حفظه، إلى النهاية، أنّه أخ لإخوة كثيرين. الأب جورج عاش مدينًا لتربية تلقّاها في حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة. هذا هو. الذين عرفوه في الحركة يمكنهم أن يفهموا قولي عنه إنّه، في كلّ لقاء له مع الإخوة، كان يتموضع بينهم واحدًا منهم. لم يعتبر لحظةً أنّ شهاداته العليا في اللاهوت وغيره تعطيه أن يعلو على أنّه أخ. كان معلّمًا وتلميذًا في آن. هذا سرّ الكبار. أفضل ما نفعله، في هذه الذكرى، ذكراه، أن نبقيه بيننا إيقونةً صالحةً للتمثّل.

شارك!

جميع الحقوق محفوظة، 2025
Powered by Wiz Consults
Skip to content