25يوليو

سرّ الحرّيّة

الكلام على حرّيّة الإنسان، في هذا العالم المتناقض، هو أمر غاية في الصعوبة. لا أريد أن أحرج نفسي أو أن أحرجكم. أنتم تعلمون أنّنا كنسيًّا نعتقد أنّ كلّ إنسان هو حرٌّ، طبيعيًّا. الله خلقنا على صورته، أحرارًا. ولكنّنا نعلم كلّنا أيضًا أنّنا نحيا في عالم يصرّ على مخالفة نفسه، أي على مناقضة الطبيعة التي انوجد عليها. نحن، بمعظمنا، أحرار ليسوا أحرارًا فعلاً! مرضى. متناقضون حتّى الجنون. عبيد لشهواتنا. هل إصلاحنا عسير؟ كان أحد الإخوة المعتبَرين يردّد علينا: "إن كنّا قادرين على أن نشوّه ما أعطانا الله إيّاه هديّةً، المنطق يقول إنّنا قادرون على طاعته وتثمير عطاياه". علامَ يتّكل الواثقون؟ على الله الذي لا يمكن أن يتنازل عن خليقته. سرّ الحرّيّة إله لا ينفكّ يصرّ على أن يردّنا إلى حسننا الأوّل.

شارك!

جميع الحقوق محفوظة، 2025
Powered by Wiz Consults
Skip to content