ثمّة ذكرى من شبابي ما زالت معي. كان هناك في لبنان أناس يفسّرون لفظة "الآخر"، في كلمة يسوع: "مَن ضربك على خدّك الأيمن، حوّل له الآخر"، بأن تحوّل له السيف. يقولون إنّ ما قصده يسوع هو أن نضرب بالسيف كلّ مَن يحاول أن يضربنا بيده! أذكر أنّني، قبل أن يكون لي أيّ علاقة بـ"الكلمة"، واجهتُ قريبًا لي كان منحازًا إلى هذا التفسير بقولي له: "أنّى لمَن ارتضى أن يُصلَب أن يشجّع على العنف؟". من أين جاءني هذا التفسير؟ أعرف اليوم أنّه موافق. أجل، أقول بأسفٍ إنّ ثمّة مسيحيّين يعطون الكلمة تفسيراتٍ يحسبون أنّ فيها حياةً لهم ولقومهم! القاعدة الأساس لتفسيرهم أنّ الله، ليكون إلهي، يجب أن يفكّر مثلي! هذا من زمان الفوضى التي تنسي أنّ يسوع لم يسلّم الكنيسة كلمته فقط، بل معانيها التي كشفها في حياته أيضًا. هذا سرّ الاستقامة دائمًا أن نفتقر إلى المعنى المسلَّم.
جميع الحقوق محفوظة، 2025
Powered by Wiz Consults