الصوم ساحة لحروب يصفها التراث بالروحيّة. إنّه مدًى لفضح الظلمات، وللتوبة عنها. إنّه ساحة وسلاح. الظلمات، التي تحاصرنا في أيّامنا، يستدعيها الصوم إلى محكمة فحصه. التعب، والكسل، والغضب، والشكّ الذي يريد منه المجرِّب أن يجعل حياتنا كلّها كذبة…، يطلب أن يفضحها بنوره. هذا، للمجاهدين، مدًى لانتظار الغلبة التي تبدل كلّ شيء، التي تحمل معها السكينة وحبّ الخدمة والسلام واليقين… الذين لا يشعرون، في هذه الأيّام، بأنّهم في حربٍ هذا هدفُها، ليفحصوا إن كانت عيناهم إلى الفصح! الانقطاع عن بعض أطعمة هو شكل الصوم. جوهره أن ننتقل من الظلمة إلى النور. لا تخوضوا الحرب من دون أسلحة. الصوم سلاح. ثمّ الصلاة، وقراءة الكلمة وما يساعد على فهمها، ومحبّة الإخوة، صغارًا وكبارًا... هذا جهادنا الباقي الذي يعطينا أن نرجو أن تكون حياتنا كلّها ساحةً للنور.
جميع الحقوق محفوظة، 2025
Powered by Wiz Consults