الأب إيليّا متري | Father Elia Mitri

زمان دموعنا

ليس قليلاً عدد الذين هزّتني دموعهم في الأيّام الأخيرة. القلق في هذا المدى المتأرجح بين موت وموت، لا سيّما في ظلّ حبس أموال الناس في المصارف، لم نعرف مثله في حياتنا. بلادنا، في تفاصيلها، ينهشها الفساد. تأخّرنا عن كلِّ تقدُّمٍ سبقَنا إليه العالم، المتقدِّم والمتأخِّر! أولادنا معظمهم هجرونا إلى البعيد. صار الكثيرون بيننا يخافون من كلّ شيء. من مرارة الوحدة. من غدر المرض. من الاضطرار إلى دخول مستشفى… بلدنا يأخذ كلّ شيء من دون أن يعطي أيّ شيء. أخبرني بعضٌ من الذين كانوا يتّكلون على مدّخراتهم لمواجهة أثقال السنين الآتية أنّهم أوقفوا تأمينهم الصحّيّ. "البلد الذي لم يقدر على قتلنا في حروبه، سيقتلنا على أبواب المستشفيات"، قال أحدُهم. هذا أعلى أنواع الكفر أن ترى أناسًا، أخلصوا لوطنهم، يستكثر عليهم "وطنهم" أن ينهوا حياتهم فيه بكرامة! متى ينتهي زمان دموعنا؟

شارك!
Exit mobile version