عندما كانت زوجتي تخدم أباها ومن ثمّ أمّي وأمّها التي رقدت أخيرًا، كان اعتقادنا راسخًا أنّنا صغار نخدم كبارًا! ما أقصده واضح. لا أتكلّم فقط على مسؤوليّتنا عن شيوخنا، بل أيضًا على ما يعطوننا من شعور أنّنا، على تقدّمنا في السنين، ما زال العمر أمامنا. رحيل آخر الكبار جعلنا نمحو من أمام عينَينا هذا الشعور المبالغ فيه: أنّ شيخوختنا بعيدة. لا أروي الأشياء كما لو أنّني أعرف مصيري. إن عجزت، لا يقلقني زمان عجزي. عندي أولاد وأصدقاء أمنيتي الكبرى في حياتي أن يغلقوا هم باب قبري عليَّ. هل أقول إنّ أولادي تعلّموا في بيتنا أنّ الشيوخ يُكرَّمون؟ على حبّي لهم ولأصدقائي، الذي يطمئنني، إن عشت بعدُ، شخصٌ آخر "لا يرفضنا في زمان شيخوختنا" (مزمور ٧٠: ٩). الله حيّ.
جميع الحقوق محفوظة، 2023