اتّصلت بي موظَّفة تعمل في مؤسّسة تجري إحصاءً يختصّ بلبنان. حيّتني قبل أن تقدّم نفسها، وتشرح الهدف من اتّصالها. سألتني أوّلاً: "أكلّمك من منطقة (…). إن قرّر لبنان أن يجري انتخاباتٍ نيابيّةً في الغد، فهل تذهب إلى صندوق الاقتراع؟". أجبتُها. سألتني من جديد: "مَن ستنتخب؟". قلت: "هذا أمر يخصّني"! أعادت عليَّ ذكر المنطقة التي تتكلّم منها قبل أن تسأل أيضًا: "مَن هو السياسيّ الذي تراه يمثّلك اليوم؟". أعدتُ جوابي. شكرتني، وأنهت اتّصالها. هل هذا اتّصال موجَّه؟ ما من شيء في السياسة بريئًا في بلدنا. هذا لبنان. لمناطقه زعماؤها. معظم الناس، الذين يتبعونهم أو يميلون إليهم، يستصعبون أن تختلف عنهم. هل بدأ زعماء لبنان يشعرون بأنّ المواقع، لو دامت لغيرهم، لما وصلت إليهم؟
جميع الحقوق محفوظة، 2023