يرتبط صوم السيّدة في الكنيسة الأرثوذكسيّة بعيدَين كبيرَين، عيد التجلّي (٦ آب) وعيد رقاد والدة الإله (١٥ آب). هذا الصوم، الشديد عمومًا (يُمنَع فيه أكلُ الزفرَين)، يمتدّ من ١ آب إلى عيد الرقاد. هناك دافع قويّ، في تراثنا، يرسم لنا أن نرتضي هذا الصوم، هو حبّنا للعذراء مريم. هذا يضيف إليه بعض علماء كنيستنا دافعًا قويًّا آخر، هو كرهنا لإبليس الذي نعلم أنّه يكره العذراء. إذًا، هذا صوم العالِمين المجاهدين، الذين يطمحون إلى أن تقبل العذراء حبّهم، وتعطيهم من رحمتها - كأمّ، كأمّنا أيضًا - أن يقووا على كلّ إغراء يهدّد سلامنا. الأب سيرج بولغاكوف يعبّر عن هذا الحبّ، حبّنا للعذراء، بقوله إنّه "روح التقوى الأرثوذكسيّة". هذه المرافقة السنويّة، التي تهب لنا أن نكون في كنف مريم قبل عيد رقادها، نوعٌ من التكريم لمَن ترعانا في حياتنا من البداءة إلى النهاية. لنحفظ الروح.
جميع الحقوق محفوظة، 2025
Powered by Wiz Consults