أثمّن رزان، صديقتي، لأسباب كثيرة. سأذكر لكم اليوم سببًا منها، شيئًا من عطرها الثمين. إنّها، في أيّ حوار تخوضه، أيًّا كان موقعها فيه، معك أو عليك، لا تترك وراءها سوى ودّها. اللطف أمير. قياسًا على ما نراه في العالم، أرى صديقتي فريدة! العالم، إن بسطتَهُ كلَّهُ أمامك بكباره وصغاره، الناس فيه معظمهم حبيبُ الذي يشبهه وخصمُ الذي يختلف عنه. الذين يحفظون الودّ في الاختلاف صاروا "قطيعًا صغيرًا". رزان، صديقتي، هي في العالم إنّما ليست منه. أثمّن الناس الذين يتعاطون العالم من دون أن يتركوه يتعاطاهم. أثمّن الذين يقيمون فيه غرباء عنه، للخدمة، للأُلفة. أثمّن الذين تجعلهم رزانتهم أعظم من العالم!