أخبرتُكم عن رواية "الأمّ" لمكسيم غوركي (٣٠ آذار)، التي أهدتني إيّاها الأختان الجميلتان ميّ وميرا متري. عندما قرأتُها، استنجدتُ الضجيج الذي في حروفها (صفحة ١٩٢). مَن يقيمنا في بلدنا من هذا النوم المتعب الذي يبدو أن ليست له نهاية؟ إصرار الفقراء في رواية غوركي على الخروج من "عبوديّة الخوف والحسد وأثر الجشع والبلاهة والجهل" صفعة على وجوهنا المتخاذلة والمتوارية. الأمّ، شخصًا، تتجاوز الأمومة الجسديّة إلى بلاغة الوعي أنّ كلّ إنسان، أيًّا كان جنسه أو عمره أو علمه أو وضعه الاجتماعيّ، مسؤول عن نهضة بلده، مسؤول عن رفض الظلم والهروب والاكتفاء بندب الحال... كيف نذكر أنّ كلاًّ منّا مسؤول شخصيًّا عن قيام وطن يليق بناسه جميعًا؟ "الناس يعيشون برجاء شيء أفضل" (صفحة ٣٠٠).