ماذا يأكل الفقراء؟ أرى كلّ يوم أشخاصًا يفتّشون في مستوعبات النفايات. الفقر في لبنان بلغ ذروته. اليوم، وجدتُ رجلاً يفتح أكياسًا مرميةً في مستوعب في حيٍّ عبرتُ فيه. أعرف الرجل من بعيد. عندما لمحني، أنزل وجهه في المستوعب. صار كلُّهُ ظهرًا! احترمتُ إرادته، وأدرتُ له ظهري! لا أعرف ما الذي فعله بعد أن انصرفتُ عنه. لكنّي أعرف مَن يمكنه أن يهتمّ به. سؤالي: مَن سيهتمّ بالناس الآخرين الذين صارت وظيفتُهم أن يبحثوا يوميًّا عن قوتهم في أمكنةٍ نُلقي فيها نفاياتنا؟ مَن أنزل الإنسان في بلادنا إلى هذا الحضيض؟ مرّةً، أخبر يسوع، في أحد أمثاله، عن لعازر الذي كان يشتهي أن يأكل من الفتات الذي يسقط من مائدة الغنيّ (لوقا ١٦: ١٩- ٣١). كلّ لعازر دينونة للعالم!
جميع الحقوق محفوظة، 2023