ماذا يعني أن يكون في الأرض دير؟ هذا سؤال هاجمني بعد أن دعاني الأخ زاهر سمعان إلى أن ألتقي بإخوة حركيّين في "دير مريم العذراء المعزّية"، الذي ذكرتُهُ أمس. لم تكن المرّة الأولى التي سمعتُ فيها بهذا الدير الذي ترعاه كنيستنا في القسطنطينيّة. بعض إخوة أخبروني عنه بحماسٍ لافت. كلّمتُكم على الصلاة. لا يرى تراثنا شيئًا يشدّ العالم إلى الله مثل الصلاة. لا يُحفَظ العالم بالمصادفة، بل بالعطف، عطف الله الذي تستنزله عليه الصلاة الدائمة. الكنيسة المزروعة في الأرض من أجل خير العالم هي التي تبني مواطن للصلاة الدائمة. بكلام واحد: الله يبني الدير. العالم، من دون أديار مأهولة، شيء آخر. عندما زرتُ "دير السيّدة"، كما يسمّيه شبابنا هنا، وجدتُ أربع أخوات من بلادنا اثنتان منهنّ تربّتا في المدى الحركيّ الذي تربّيتُ فيه. أبلغ ما في الوجود أن نعطي الله ما أعطانا. هذا معنى الدير.
جميع الحقوق محفوظة، 2025
Powered by Wiz Consults