كلّما كتبتُ عن لبنان، أشعر بأصواتِ تضجّرٍ تأتي من عندكم! اعذروني اليوم أيضًا. يمكنني أن أفهم مصالح الذين يتعاطون السياسة احترافًا، إن قاربوا أوضاعنا في لبنان بتشاؤم غضوب أو متثائب! لكن، لا يمكنني أن أفهم أن نستعجل في تردادِ ما يقولونه، نحن الذين دعوتُنا أن نقرأ الوجود بعينَي الله وتكليفه المحضون بالنعمة. هل لبنان بلد للحياة؟ بلد للحياة ولنشر الحياة إن صالَحْنا جميعنا أنّ الحياة السياسيّة الصحيحة تفترض دائمًا أمرَين ملزمَين، أوّلاً عقلاً نقديًّا، ثمّ تغليب مصالح بلادنا العامّة على مصالحنا الشخصيّة. أيًّا كانت أوضاعنا، ليس لنا أن نلتهي بنشر روح السلبيّة المستهلكة التي ليس فيها أيّ إبداع. ماذا يبقى لنا في وطننا؟ يبقى لنا رجاء كبير بالذين يؤمنون أنّ لبنانَ خدمةٌ، لمجد الله.
جميع الحقوق محفوظة، 2023