2أغسطس

حياة التوبة

في أحد مشاهد فيلم مقتبس من رواية للكاتب البرتغاليّ "جوزيه ماريّا إكا دي كيروز"، تظهر البطلة في جوار فتاة أخرى تساعدها على تعليم أطفال في الكنيسة أن يحفظوا الوصايا العشر. عندما تصلان إلى وصيّة: "لا تزنِ"، يقاطع الفتاتَين طفلٌ بسؤاله البطلة أن تشرح له معنى الوصيّة. نظرتِ البطلة إلى جارتها نظرةً لها أكثر من معنى. ثمّ التفتت إلى الصبيّ، وأجابته: "معناها: لا تأكل اللحم في أسبوع الآلام"! الذين شاهدوا الفيلم، أو قرأوا الرواية، لا يرون في الإجابة صبيّةً تهرب من التحدّث مع طفل عن أمر ما زال صغيرًا عليه، بل من إلهٍ يستنطق الناس، صغارًا وكبارًا، من أجل أن يدفعها إلى التوبة عن العيب الذي أوقعها في حضن كاهن رعيّتها. الكاهن قبلها تنازل عن معاني الكلمة، بل جعلها أيضًا في خدمة رغباته. لا معنى لشيء إن لم نحذر كلّنا من شرّ هذه الغربة عن الكلمة التي تستدعينا دائمًا إلى حياة التوبة.

شارك!

جميع الحقوق محفوظة، 2025
Powered by Wiz Consults
Skip to content