حنّا بن الخوري يعقوب الحنّا، الذي أتى مع أهله من فلسطين، من الرامة في الجليل، بلد الزيتون والدمع، إلى لبنان في نكبة العام ١٩٤٨، كان، قبل رقاده في خريف العام ٢٠١٢، يهديني، في كلّ سنة، ملابس للرياضة كاملةً. هذا من عملِهِ الذي كان يتعاطاه، مثل أيّ شيء آخر، بذوق ودماثة قلَّ نظيرهما. أمس، كانت زوجتي تطوي غسيلاً لمَّتْهُ عن المنشر في بيتنا. سألتُها عن قميص رياضة كان بين يدَيها: "هل تذكرين متى أهداني المرحوم حنّا هذا القميص؟". أطرقت رأسَها قبل أن تجيبني: "كان عمر يوحنّا (ابننا) بضعة شهور"، أي منذ نحو ثلاثين سنة! كان حنّا تاجرًا لا يتاجر بالناس. كان ينتمي إلى تراث الكلمة المتجسّد. الله يرحمه.
جميع الحقوق محفوظة، 2023