على تقاطع الطرقات في مدينة بيروت، يمكنك، في ازدحام السير، أن تلتقط قصصًا معظمها مفيد! منذ أيّام مثلاً، كنتُ في سيّارتي. كان الازدحام خانقًا. رأيتُ، من المرآة التي أمامي، صبيّةً بعمر ابنتي تقعد في سيّارة قربَ رجلٍ بدا لي أنّه أبوها (كان بعمري، تقريبًا). كانت الصبيّة تكلّم الرجل بحماسٍ ظاهر. وكان هو يتثاءب، ببرودة جارحة، يمينًا وشمالاً! تمنّيت أن أعرف ما الذي كانت الفتاة تقوله. هل ثمّة ما هو أعظم من أن يصغي الشيوخ إلى ما يقوله الشباب؟ لم أشعر بأنّ برودة الرجل أثّرت في حماس الصبيّة، بل لم أشعر بأنّها لاحظتها. دائمًا، الشباب أعظم من نعاسنا!
جميع الحقوق محفوظة، 2023