كلّما قام أحد الساسة، من أميركا أو من رفيقاتها في أوروبّا، بتبريرِ ما ترتكبه إسرائيل من جرائم بقوله إنّها تدافع عن نفسها، يبدي أنّ كلّ كلام، أقرّه العالم، على الديموقراطيّة وحقوق الإنسان هو حبر على ورق. القويّ، في هذا العالم، هو الذي يحدّد مَن هو الإنسان! لا تقولوا إنّ إسرائيل، منذ نحو سنة، تعيث في غزّة فسادًا ثمّ اليوم في لبنان. أصغوا إن كان هذا ما يقوله الأقوياء أوّلاً. ماذا تلاحظون؟ صمتًا عن حقدها ورضًا عنها. في لغة إسرائيل، إن كانت الحياة لها، فالموت لنا. هذا تتبنّاه أميركا ورفيقاتها كما لو أنّه الحقّ المنزَل. أكتب هذه السطور من بعيد. قلقي على أهلي وأصدقائي لا يتركني بخير. لا أستدرّ عاطفةً من أحد. أقول إنّ العالم لا يرى عواطفنا في لبنان وحقّنا في الحياة. ينتظر منّا أن نكون، في مدانا، مثالاً لديموقراطيّة يهملها، ويرضى بموتنا. أسأل الله أن يحكم العالمَ حكمُ الحقّ!
جميع الحقوق محفوظة، 2025
Powered by Wiz Consults