عندي صديق ألتقي به بين يوم وآخر. تعلَّمَ على لبنان أن يكون سلبيًّا! أعترف بأنّ سلبيّته مثقّفة. إنّه يعرف واقعنا في البلد أكثر من كثيرين يتعاطون الشأن العامّ! حدّثتُهُ مرارًا عن دورنا في مساعدة الآخرين. قلتُ له: "نحن مسؤولون عن أن نكشف لمَن معنا الرجاءَ الذي فينا". ولكن، على مَن تقرأ مزاميرك؟ أحيانًا، أتأخّر عن رؤيته. لكنّه، في أوّل لقاء لنا بعد غيبة، يسرع إلى إخباري ما فاتني من أخباره. لا أقصد بذكره أن أشوّه فيه، بل أذكّر نفسي وإيّاكم بأنّ نهرب من الانحصار في المتاعب إلى الانفتاح على الخير الذي يحوط بنا. هذا ما يحتاج الناس إليه منّا. كانت أمّي تقول: "لا ينقص الناس أن نردّد عليهم الأسى الذي يعرفونه. إن لم يكن عندنا ما يخفّف عنهم، الأفضل لنا ولهم أن نهديهم صمتنا"! هذه حكمة تعلّمتها على أمّها.
جميع الحقوق محفوظة، 2025
Powered by Wiz Consults