عندما نعبّر عن محبّتنا لأحد، يجب أن ننتبه في كلامنا معه. أحيانًا، عن قصد أو غير قصد، ننتقص، في تعابيرنا، من غيره. لا أقول إنّ المحبّة يمكن أن تُحوَّر، بل إنّنا، إن تكلّمنا، مسؤولون عن أن نكون دقيقين دائمًا. كثيرًا ما سمعنا واحدًا يقول لكاهن: "لا يوجد كاهن مثلك". أو لطبيب: "لا طبيب مثلك". "لا أستاذ". "لا صديق"… هذا النوع من التعابير يستحضر العالم الغائب، وينتقص منه. لا يستدعي واحدًا أو اثنَين، بل جميع الذين تقصدهم في الموقع أو في الخدمة. المبالغة في المحبّة، من أجل تعظيم التعبير عنها، هي شيء آخر. هذه تفترض أن تحدّد مكان الآخر، الذي تعبّر له عن محبّتك، انطلاقًا من موقعه عندك. "أنت حبيب إلى قلبي"… هل أشجّعكم على أن تمتدحوا الآخرين؟ ما أشجّع عليه هو أن نحفظ حقّنا في التعبير عن المودّات بما يشجّع كلّ إنسان حاضر، ويحترم الغائب! هذان حقّ وواجب.
جميع الحقوق محفوظة، 2025
Powered by Wiz Consults