لا يُقاس فرحنا اليوم على ما جرى لنا أمس. انقضى يومُ أمس. إذا نظرنا إلى الوراء من هذا اليوم، فلربّما تصيبنا المقابلة بأسفٍ يحبطنا. اليوم يُقبَل أوّلاً. ثمّ نجعله نحن مدى سعي من أجل الأفضل. من الخسائر الفادحة أنّ الذي يحيا إلى الوراء يفوته أنّ الله هنا الآن. هل يقول بعضُكم لِم لم نرَ الله أمس؟ لِم لم ينكشف لنا؟ لا أعلم. لا، بل أعلم! ربّما كنّا أمس ننظر إلى الوراء أيضًا؟ عندما كنتُ صغيرًا، كنتُ أسمع أبي يردّد تقريبًا في كلّ يوم: "ما بقي من العمر أكثر ممّا مضى". الزمان عابر دائمًا، متناقص أبدًا، ذاهب إلى نهاية قريبة. لا أغمّكم. أكلّمكم على الفرح الحقيقيّ الذي يعطيه الله في كلّ يوم إلى النهاية التي فيها يكتمل كلّ شيء. اعتبروا اليوم حضنَ النهاية. هذا من أسرار الفرح.
جميع الحقوق محفوظة، 2025
Powered by Wiz Consults