هل يؤلمك أن تُحِبّ دائمًا، ولا تُحَبّ دائمًا؟
أنت تعرف أنّ حبّك، في أحيان كثيرة، هو حبّ من طرف واحد.
لا يمكنك أن تقول إنّك لا تتألّم. فأنت تألّمت، لتبيّن حبّك، وتُعرف، وتُحَبّ. ولا بدّ من أنّك تتألّم من عدم حبّنا لك.
أنت تطلب المحبّة، وترضى بها. والمحبّة كاملة فيك. كلّ ما فيك هو كامل. فكيف تكون كاملاً ومحتاجًا في آن؟
تبذل ذاتك، وتنتظر أن نقرضك فتاتًا يسيرًا. وقلّما نفعل. وتنتظر.
يمشي الزمان، وأنت حرّ منه، وتنتظر.
تنتظر من دون أن تتعب. كيف تقدر؟ ألا ينفَدُ صبرك؟ وكيف لا يقلقك أن تنتظر؟ وأين تنتظر؟ أفي عرائنا، أم في شقائنا، أم فيما نلهث وراء غيرك؟ كيف تتوسّل حبّ اللاهين عنك والعاشقين سواك؟
أنت خلقتنا. كيف تستجدي من صنعت؟ هل ينسيك حبّك لنا تجاهلنا إيّاك؟ هل ينسيك ظلمَنا وأنانيّتَنا؟ ألا تغتاظ منّا؟ ألا يعيّرك رفضنا إيّاك؟
يا أيّها الإله المرميّ على دروب نسياننا، عجيب أمرك.