مرضتُ قبل العيد مرّةً، ثمّ بعده مرّةً أخرى. غلبتني، في المرّتَين، الفيروسات التي تملأ الدنيا اليوم. ما بين مرض ومرض، مرض رفيقي، أخي الكاهن الذي نخدم معًا رعيّةً واحدة. يقول الناس إنّ العالم، بعد "الكورونا" (لا أعلم إن كان من الجائز أن يُقال بعده)، لن يعود إلى ما كان عليه بلا كلفة. لا بأس! الذي فعله بنا كانت كلفته أعظم! وصفتُ الكاهن، الأخ، برفيقٍ، رفيقي، تمهيدًا لذكر المطران جورج خضر الذي لم أستطع زيارته في العيد بعد. الأخ الرفيق، لا سيّما في هذه السنين الأخيرة، صار رفيقي إليه. مرضه أيضًا أخّرنا عن الزيارة. المرض معاقِب. الزيارة إلى المطران جورج هي حاجة إلينا. أتكلّم على وجهه اليوم، على الحاجة إلى رؤية وجهه. عندما كان في الخدمة، كانت كلماته تسافر بنا إلى أمكنةٍ بعيدة. بعد أن شاخ وخفّ كلامه، صار السفر يأتينا من الوجه ومن بعض كلماته الباقية. عندي حاجة إلى السفر!