أعرفه كلّه، برّه وحدّته ورقّته ودمعه الذي يسيل كلّما خطفته ترتيلة بيزنطيّة أو شعر بأنّ هناك تجديدًا في دنيا العرب. تابعتُهُ كاتبًا، بل فاجأتُهُ مرارًا في "النهار" ينحني على أوراقه يكتب. لم أرَ في حياتي ورقةً، يصرّ أحد عليها أن تكون أجمل، مثل الأوراق التي نزف عليها. الكاتب الحقيقيّ لا يسلّم إلى النشر ما لا يقنعه أوّلاً. كان في السياسة قد حدّد خياراته. ولكنّه كان ناقدًا كبيرًا، منفتحًا على الحقّ أينما بدا له. اثنان كان يعشق ذكرهما… ورائحتهما، المطران جورج خضر وحركة الشبيبة الأرثوذكسيّة. اثنان كانا يغلبانه دائمًا، عائلته والفقراء. هل تسألون عن سرّه؟ اسألوا عن يسوع الناصريّ الذي استدعاه إليه أمس. عاد جورج ناصيف إلى النهار الذي لا يعرف ليلاً!
جميع الحقوق محفوظة، 2023