حاول أن أصدّق أنّ منظّمة الأمم المتّحدة يهمّها فعلاً أن ترعى الغاية من تأسيسها في العام ١٩٤٥، أي أن تضمن سلام الدول وأمنها... أسأل عن العدوان على غزّة. أمس، أشارت المفوضيّة السامية لحقوق الإنسان في "المنظّمة"، في موقفٍ نُشر إلكترونيًّا، إلى أنّ ما تفعله إسرائيل في قطاع غزّة اليوم، لا سيّما غاراتها على مخيّم جباليا، "يمكن أن ترقى إلى مستوى جرائم حرب". ما أبشع هذه الـ"يمكن"! من أين يستقي العالم حبره في صياغة مواقفه؟ هل من مراعاة الأطراف؟ من الحقيقة؟ من القوانين؟ من العدل؟ أو من التبعيّة؟!… ما يبدو في هذه الـ"يمكن" أنّ اليد، التي صاغتها، تكتب شيئًا لا تريد أن تكتبه! الجرائم، التي ترتكبها إسرائيل اليوم، هي عديدة. ولكنّ هذه ما كانت لها أن ترتكبها لولا وجودها. هذا هو أساس كلّ جريمة. عندما ينتظم العالم في أنّ احتلال الأرض هو جريمة، يستقيم موقفه!
جميع الحقوق محفوظة، 2023