في عالم يميل إلى تقديس مواهبه ونشاطاته وإنجازاته، تبدو كلمات بولس: "إن كان يجب الافتخار، فسأفتخر بأمور ضعفي" (٢كورنثوس ١١: ٣٠)، دعوةً مُلحّةً إلى التمييز الجذريّ بين فكر الله وفكر الناس. كيف ينتصر فكر الله فينا؟ كان بولس يعرف أنّ الإنسان، في أيّ ما يتعاطاه في هذه الدنيا، ينجح أو يفشل، يُمدَح أو يُعيَّر… لِمَ أخذ الرسول خيار الافتخار بالضعف (التعييرات والإهانات…)؟ إنّه، واقعيًّا، أخذ خيار الإصرار على الخدمة. النجاح قد ينفخ. الفشل قد يحبط. إذا دقّقنا في كلماته، نراه يتكلّم عن نفسه ومعنا. أراد أن نتبعه في ترك نتائج عملنا إلى الله، والتزامنا الخدمة دائمًا، أيًّا كانت نتائجها أو ما ينتظرنا فيها. لا شيء يُبقي الخادم نارًا على نار، سوى أن يبقى فقيرًا إلى أن يتلقّى الله تعبنا لمجده. هذه ثقافة القدّيسين.
جميع الحقوق محفوظة، 2025
Powered by Wiz Consults