أذكر أوّل مرّة التقيت بك.
أنت عرفتني قبل أن "تصوّرني في بطن أمّي". ولكنّي عرفتك بعد هذا بكثير.
ضاع شبابي سُدًى.
لست أعلم كيف قبلتُ أن أترعرع على غير يدك.
يا لشقائي. ويا لطيشي. لن أنسى ظلمي، ظلمي نفسي، وعدواني.
لا شيء ينسيني سوى عمري الجديد.
لا أحد غيرك يعرف يوم مولدي الجديد. إنّه يوم التقيتُ بك.
كنتُ على الطريق. وكان الناس زَرَافات. ودعوتني بنفسك. ظننتك تكلّم غيري. أكملت سيري. ولم أردّ عليك!
ثمّ التقيت بي في طريق منفرد، ودعوتني من جديد. ففهمت.
إذًا، هذا أنت! ماذا تريد منّي؟ فأنت تعرف تاريخي! لا أنفعك.
حاولت أن أقول لك، بلحظة، قصّة حياتي التي أنت تعرفها.
هذه أوّل مرّة أعترف. أنت دعوتني، ولم تطلب منّي أن أعترف. لكنّ نور وجهك فضحني. رأيت نفسي كما هي. وأنت رأيتني. لم أحتجْ إلى كلام كثير، بل إلى أن أنظر إليك، لأعرف، وأخجل.
ثمّ انعطفت، ومشينا.
لا أستطيع أن أصف مشيي. أستطيع أن أقول إنّني أوّل مرّة أمشي. ولدت، ومشيت. ليس من إنسان، في الدنيا، يمشي يوم مولده. أنا قدرت.
ثمّ سمعتك، وفهمت.
لا أستطيع أن أصف فهمي. أستطيع أن أقول إنّني أوّل مرّة أفهم. ولدت، وفهمت. ليس من إنسان، في الدنيا، يفهم يوم مولده. أنا قدرت.
ثمّ تكلّمتُ.
لا أستطيع أن أصف كلامي. أستطيع أن أقول إنّني أوّل مرّة أتكلّم. ولدت، وتكلّمت. ليس من إنسان، في الدنيا، يتكلّم يوم مولده. أنا قدرت.
بعد لقائك، بتّ أشعر بأنّني جديد.
كلّ يوم، برفقتك، هو عمر جديد.