هل قلتُ لكم من قبل إنّ الكاتب الحقيقيّ إنّما هو الذي يكتب، ليقرأه خصومه قبل أحبابه؟ إن قلتُها، لا خطأ في تكرارها. الخطأ بل الخطيئة أن نجعل الكلمة سيفًا في يدِ استكبارنا. قبل وسائل التواصل الاجتماعيّ، كان نشر ما نكتبه يقرّره محرّرو نشرات قائمة (جرائد، مجلاّت). اليوم، فتحت وسائل التواصل لكلّ الناس أن يُعبِّروا عمّا يجول ببالهم من دون أن يعودوا إلى أحد. تعاظمت السيوف! قبل وسائل التواصل، كانت هناك ضوابط يحكمها عقلاء، عمومًا. هذه الوسائل لم تُبقِ سوى الأخلاق ضابطًا. يبقى أن نحفظ كلمة أمير الشعراء: "فإنْ هم ذهبتْ أخلاقُهم، ذهبوا"!