24يونيو

تمهيد

            هذه مقالات تتناول بعض تعاليم معيبة يروّجها السبتيّون، وتردّ عليها، ولو باقتضاب، وتحمل موقفًا منهم. ولقد ظهرت جميعها على صفحات نشرة "رعيّتي"، التي تصدرها أبرشيّة جبيل والبترون (جبل لبنان) للروم الأرثوذكس، وذلك بين العامين 1998 و1999.

            ما من شكّ في أنّ السبتيّين مبتدعون خطرون، وتعاليمهم يحتاج الردّ عليها إلى مجلّدات عدّة.ولكنّنا آثرنا اختيار بعض العنواين الحسّاسة التي يتغنّون بها، وفضح ما يزعمون أنّه صحيح، وكشف الصحيح الحقيقيّ الذي تعلّمه كنيستنا الأرثوذكسيّة. وذلك لسببين، الأوّل: لأنّ صفحات نشرة "رعيّتي" لا تسمح بأكثر من حجم الردّ الذي اتّبعناه. والثاني: لأنّ كلّ ردّ يطول أو يزيد يعطي قيمة للمردود عليه، وهو ما لا نريده من كتابات هذه المقالات. فانتقاء بعض المواضيع، التي يشوّهها بعض المبتدعين أو يثيرونها والردّ عليها، يكفي ليظهر عيبهم ومخالفتهم الحقّ.

            يتبع هذه المقالات ملحقٌ يضمّ، أيضًا، بعض المقالات التي نشرتها "رعيّتي" في سنوات متعدّدة. مواضيع هذا الملحق متعلّقة، بمعنى أو بآخر، بالمقالات الأولى التي كتبت ضدّ السبتيّين والتي أشارت أسطرها إلى بعض ما يتضمّنه هذا الملحق صراحة. ولذلك رأينا إضافته إلى المجموعة الأولى، ويمكن القارئ أن يجد فيه ردًّا إضافيًّا على بعض ما يعلّمه السبتيّون زورًا.

            قد تنفع قراءة هذه المقالات أوّلاً الذين يعيشون في مناطق يتجمّع فيها السبتيّون في لبنان والعالم العربيّ بأجمعه. وقد تنفع جميع الذين يتعرّضون لهجمات أيّ بدعة من البدع العديدة التي تشوّه الحقيقة، وترمي من يتبعها في هاوية عميقة. ولكنّنا نرى أنّ حماية المؤمن الحقيقيّة لا تؤمّنها فقط قراءة صفحات معدودة مهما عظمت حجّتها أو بلغت. لأنّ ما من إنسان يحفظ نفسه من لوثة الأفكار المنحرفة ما لم يعش، في كنيسته، في بركات الالتزام الجدّيّ والطاهر. فهذا، وحده، يحفظه من دون عيب، ويردّ عنه كلّ شرّ مبتدع، ويعلّمه أن يتنبّه لكلّ تعليم غريب وأن يفحصه على ضوء ما يحياه من حقّ. فالالتزام الكنسيّ الصحيح هو الذي يساعد المؤمن في كلّ حال، ويعطيه أن يشهد، في وجه كلّ عابث، للحقيقة التي "سلّمت دفعة واحدة إلى القدّيسين".

            هذه المقالات المجموعة، كما أوحينا أعلاها، تعتمد، في ردّها على بدعة السبتيّين، على ما تقوله كنيستنا الأرثوذكسيّة. ويمكن القارئ، تاليًا، أن يلاحظ ذكر المراجع التي أخذت منها تعاليم السبتيّين، مشارًا إليها بعد كلّ قول لهم.

            ما كان همّنا من كتابة هذه المقالات جملةً، أو جمعها، إدانة أحد، ولو أنّ بعض التعابير الواردة فيها لا تخلو، أحيانًا، من قسوة. فالدينونة هي لله وحده الذي يعرف سرائر الناس، وسيكشفها في يومه.

            عسى أن يجد القارئ في هذه المقالات المجموعة نفعًا وعونًا. والله وحده يكافئ على كلّ جهد أصاب الكاتب، وسيصيب القارئ أيضًا.

شارك!

جميع الحقوق محفوظة، 2023
Skip to content