26مايو

تمنٍّ من بعيد

نجوتُ منه. كانت سيّارته مركونةً في حيّنا. ثمّ أخذ يرجع إلى الوراء. كنتُ أمشي. لفتني الله إليه قبل أن يهرسني. لم يُصِب سوى يدي. الحمد لله، كانت الإصابة بسيطة. درتُ حول السيّارة. كان يقعد وراء المقود يمسكه بيد، وبأخرى يكتب شيئًا على هاتفه. ليس هذا كلّ شيء. كان مقعد سيّارته الخلفيّ معمَّرًا بصناديق الخضار حتّى السقف. رجلٌ أربعينيّ، يرجع في سيّارة إلى وراءٍ لا يرى منه شيئًا، ماذا يريد من الكتابة على الهاتف؟ نقرتُ زجاجَ سيّارتِهِ بيدي. لم يهتمّ. انطلق، وتركني أتمنّى له، من بعيد، أن يصل إلى مقصده بسلام، ولكم أن تنجوا منه وممَّن هم مثله!

شارك!

جميع الحقوق محفوظة، 2023
Skip to content