قبل مدّة، زرتُ المطران جورج خضر في بيته. ردّدتُ أمامه كلمات الربّ التي حفظها يوحنّا الإنجيليّ عن التلميذ الحبيب: "إن شئتُ أن يثبت إلى أن أجيء، فماذا لك؟". يبدو المطران جورج بيننا، في غير وجه، صورةً أخرى عن التلميذ الحبيب. لا أقول إنّه يعتقد أنّ سنيه المئة دلالة على شيء. عاش الرجل. كان يُحبّ أن يعيش، أن يعيش من أجل شيء واحد، من أجل إله يحبّ أن يخدمه. "هل تخاف الموت؟". هذا كان يجيب عنه دائمًا: "أخاف ما بعد الموت". الذي كان يعنيه في يوم مولده كثيرًا أنّه يقع فيه عيد القدّيس سيصوي الكبير. كان يردّد علينا بكلّ ما ينبض فيه كلمات سيصوي على سريره الأخير. قالوا كان سيصوي يكلّم أشخاصًا غير منظورين. سأله الحاضرون عمّا يراه. أجابهم: "جماعة تطلب أن تأخذني، وإنّي أتوسّل أن يمهلوني قليلاً، لأتوب". عاش المطران جورج بيننا بركةً من أجل أن نتوب. عش، يا سيّد.
جميع الحقوق محفوظة، 2025
Powered by Wiz Consults