روى المتصوّف الفارسيّ سعدي الشيرازي أنّه كان، في صغره، ولدًا تقيًّا، يصلّي بحرارة، ويعبد الله بخوف. في ليلة، كان ساهرًا مع أبيه. الذين كانوا معهما في الغرفة غلبهم نوم عميق. قال لأبيه: "لا أحد من هؤلاء النائمين يفتح عينَيه، أو يرفع رأسه للصلاة. تحسبهم كما لو أنّهم موتى"! أجابه: "ليتَكَ، يا حبيبي، كنتَ نائمًا مثلهم، بدلاً من أن تذمّهم". لم يقل له: "لا تدن، يا بنيّ". لكنّه بدا في ما قاله كما لو أنّه يقول إنّ إصلاح الآخرين لا يصير بجلدهم على قاعدة تزكية أنفسنا! الطريق إلى الحقّ يمرّ دائمًا بالوعي أنّ الله يقبلنا دائمًا بنعمةٍ منه. كان الشيرازي في روايته طفلاً. الفضيلة تخصّنا، كبارًا وصغارًا. لم يقل لنا هذا الشاعر المتصوّف إنّ الخير تربية أيضًا. تنبض روايتُهُ اعترافًا بوعي أبيه.
تربية على الخير
الأب إيليّا متري السّاعة التّاسعة الكنيسة خاطرة يوميّة على طريق السّلام فايسبوك لبنان