31أكتوبر

تربية السلام

صبيّ، لم يكمل السابعة، كان، اليوم، يمشي على الطريق مقابلي. كانت هذه المرّة الأولى التي ألتقي به فيها في حيّنا. حيّيتُهُ بسؤالي: "كيف حالك؟". رفع يده اليمنى مفتوحةً إلى وجهه قبل أن يردّ بثقة: "الحمد لله". الحياة تربية. ذكّرني بأبي. كان ابي يردّد علينا: "سلِّموا دائمًا على مَن ترونه في الطريق، أتعرفونه كنتم أم كان عابر سبيل. ثمّ دائمًا ردّوا السلام على الجميع بسلام أعظم". خطفني ردّه. لم يقل لي ما يشير إليه ("أنا مليح"، مثلاً)، بل ما يشير إلى الله. ليس هناك دليل أعظم من هذا "الحمد لله" على وعينا أنّنا نحيا من إنعاماته. عندما تجاوزتُهُ، غطّت وجهي ابتسامةٌ طويلة. أعظم الناس هم الذين يسلّمونك إلى الفرح!

شارك!

جميع الحقوق محفوظة، 2023
Skip to content