كان المطران جورج خضر يُسمّي قراءة الكتب درسًا. إن قَبِل ضيافتك إلى بيتك في سهرة مثلاً، الكلمة التي يطلقها قبل أن يمضي من عندك: "أستودعكم الله. يجب أن أترك إلى بيتي. ما زال عندي درس"، أي يودّع الذين كان معهم إلى كتابٍ ينتظره. "لِمَ تستغربون؟ أجل، المطران يدرس". هذا أيضًا كان ردّه على الذين يدهشهم قوله. قبل مدّة، قعدتُ وبعض رفاق إليه في بيته في ظلّ مكتبته التي تعجّ بالكتب. سأله أحدنا: "هل قرأتَ هذه الكتب؟". ردّ عليه: "الكتب لتُقرَأ". الذين منكم يعرفون بيته في برمّانا يعرفون أنّه بيت كتب. لم أقلْ إنّ المطران جورج كان يفضّل الكتب على الناس. الواقع أنّه كان يعتبر الناس مصدرًا للمعرفة أيضًا. إن أردتم كلمةً لسياقنا تصفه بدقّة، كان المطران جورج، في كلّ حين، يقرأ ويكتب، يدرس ويعلّم. هي كلمته أنّ شأن الأسقف أن يبقى أبدًا تحت الكلمة التي تلقّاها يوم رسامته.
جميع الحقوق محفوظة، 2025
Powered by Wiz Consults