6مايو

تاريخ جديد

تقف غزّة اليوم في وسط العالم، وتقول بصوتها النادر: "اذكروا أنّكم بشر". البشر وحدهم يمكنهم أن يذكّروا العالم بأنّهم بشر. يُباد الناس في غزّة صغارًا وكبارًا، وتنفتح العينان في الأرض على الحقّ. دول في العالم قالت علنًا إنّ فلسطين دولة لأهلها. ثمّ في مجالس في العالم، أصوات أخذت تكسر الصمت المخزي، وتدين جريمة تدمير غزّة على رؤوس أهلها. هذه ليست من بلاغة الموت في قطاع يريده الوحش مقبرةً وبحرًا، بل من بلاغة الحياة التي قرّر أهل غزّة كلّهم بأجمعهم أنّها ليست مُدَدًا (جمع: مُدّة)، بل هي معانٍ. هناك في العالم أناس يعمّرون بلا معنى. يحكمون دولاً بلا معنى... ما معناك إن لم تشهد للحقّ، أي ماذا تعني أنت إن لم تصفع الوحش الذي لا يشبع من الدم ومن الإصغاء إلى أصوات أطفال يصرخون من الخوف؟ غدًا أو بعده، سيكتب التاريخ أنّ غزّة صنعت للعالم تاريخًا جديدًا!

شارك!

جميع الحقوق محفوظة، 2025
Powered by Wiz Consults
Skip to content