يعطي معظم الناس في العالم اليوم العرّافين مكانةً كبيرة. لا يوافقونهم في وهْمهم فقط، بل يساعدونهم أيضًا على تفريغ العالم من مضمونه، أي على إغراقه في شيئَين، في التزييف وفي التاريخ. لم أقل في التاريخ المزيّف، بل في شيئَين يخدم أحدُهما الآخر. لاحظوا ترابط الغرق في التزييف والتاريخ. عندما يبحث الإنسان في وهْم التزييف عمّا يساعده في حياته، يُلغي أنّه أبديّ. هذا يفترض أيضًا أنّه، عندما ينفكّ عن الأبديّة، يسجن نفسه في الوهْم. أتكلّم علنًا. الذي يقرأ جيّدًا لا يفوته أنّني لا أحصر المسؤوليّة عن تفريغ العالم في العرّافين أنفسهم، بل أمدّها إلى محبّي التزييف والمنفكّين عن الأبديّة أيضًا… هؤلاء لا يخدمون العرّافين فقط، بل تجعلهم مسؤوليّتهم عرّافين أيضًا. مَن هو الحرّ من العرافة؟ هو الذي يحيا يتّكل على الله ونعمته من الآن وإلى الأبد. هذا تاج الواقعيّة.
جميع الحقوق محفوظة، 2025
Powered by Wiz Consults